1996 تاريخ بدايتي للعمل , لم يكن وجود للتطبيقة و لا لأي كمبيوتر بالمحكمة , الكل يحمل آلته الكاتبة و ينتقل من مكتب لآخر .
كنا فريقين كتاب ضبط باختلاف رتبهم و من يسمون بالأعوان المكتبية و كانت هناك على ما أذكر فجوة بيننا , نحن النساء او الزملاء بصفة عامة حينما يأتي الراتب الشهري كان هناك دائما نقاش حول تباين الأجور و تظهر ساعتها بعض الاختلافات و النقاشات الحادة خصوصا يوم تلقي العلاوة ( البريمة ) الاعوان كانوا اكثر منا رغم أن أجرهم أقل منا و كان القدامى يقولون في صوت منخفض هم أعوان لا ينتمون إلينا .
و علمت أيامها أن هناك فروقات بالمحكمة و المجالس .
كانت هناك فروقات بين الكتاب نفسهم عند التأشير على ورقة الدخول لأن رؤساء الأقسام لم يكونوا يأشرون فقط الكتاب و المستكتبين و كانت هناك غيرة بسبب ذلك .
توالت السنين و جاءت العصرنة و تم إدماج أناس يهتمون بالكمبيوتر أغلبهم كان صغير السن آنداك قادم من المعهد أو الجامعات و لاحظت إستياء من قبل الكتاب الذين تغيرت تسميتهم إلى أمناء .
حينما كان يدخل التقني إلى المكتب يغضب القاضي و يحتج الأمين لأن عمله سيتعطل ناسيا أن الآخر يقوم بعمله , لا أنكر أني كنت أحب مناداتهم كثيرا حتى أرتاح من بعض العناء ( ليسامحني الله ) .
و كانت الفجوة تظهر تلقائيا شيئا فشيئا بيننا , لهم عملهم و لنا عملنا , إن أخطأ الأمين في ملئ التطبيقة لابد لهم من إخبار المسؤول فهذا عملهم و كان المسؤول يلقي باللوم علينا و هذا عمله لكن إن أخط هو لم يكن لدينا الدليل على اتهامه فلا دخل لنا بالتطبيقة .
و اتسعت الفجوة و كبرت المسافة بيننا لدرجة أنك تلاحظ أن التقنين يتغدون وحدهم و يتركون العمل وحدهم و الأمناء و الأمينات وحدهم صنعنا مجموعات من دون أن نشعر لأن الفجوة إتسعت .
لو تم تقديم الأجر حسب الشهادة فهم أحق بالأجر الأعلى منا و هذا يجعلنا نستاء كثيرا و لم تم تقديم الأجور على اساس الخبرة لن يضاهينا أحد و هذا يجعلهم يستائون .
المشكلة أن الفجوة تتسع و أن الهوة تكبر و لن نستطيع تداركها و إقفالها ذات يوم .
لابد من إغفال الصغائر و الخلافات التي غرست فينا من قبل الغير و أنفسنا لأننا أنانيون نحب الخير لأنفسنا و لا نرضاه لغيرنا و لو قلنا غير هذا .
علينا أن ننسى المسميات و ننسى أننا في صراع و نعمل على تعميم الخير كيفما كان الحال فأي زيادة أو تغير أو توزيع للحقوق سيكون كالمطر قد يصيب مكان بكثرة و مكان آخر لا حكمة الله في توزيع الأرزاق .
و في الأخير أستذكر مقولة زميلي الأمين المخضرم فلان حفظه الله / الراعي و الخماس يدابزوا على رزق الناس . و كان يقولها عندما كان يسمع شجارا بالمحكمة بين الزملاء يضحك و يقولها لأن الناس في الأعلى تأخد نصيب الأسد و نحن على التفاهات نتشاجر .
تحياتي لكم