الرئيسية
http://www.elkhabar.com/ar/img/article_large_img/ph_rachid_117_982627240.jpg
سالم يوسفي والد الطفلة شيماء لـ''الخبر''
''لا تأتمنوا أحدا على أبنائكم ولا تثقوا إلا في أنفسكم''
جريدة الخبر السبت 02 فيفري 2013 الجزائر: حاورته مريم شرايطي
ة''حمزة تسلل إلى منزلي قبل اختطاف شيماء بيوم واحد''
''نعيش في رعب دائم .. سأترك منزلي وأعود إلى واد سوف بعد انتهاء التحقيق''
''لم أكن أظن أن يحدث لي هذا حتى في المنام''. هذا ما يقوله سالم والد الطفلة شيماء وهو يسرد لـ''الخبر'' ، بمنزله في معالمة بالجزائر، وقائع صاحبت الحادثة. ورغم تأكيدات سالم يوسفي على عدم وجود أي عداوة بينه وبين جيرانه أو أفراد عائلته، إلا أنه وجه نصيحته للأولياء قائلا ''لا تأتمنوا أي شخص على أبنائكم ولا تثقوا إلا في أنفسكم''.
هل كنت تتوقع أن يحدث لك ما حدث ؟
لا إطلاقا، كنت أرسل ابنتي على الساعة التاسعة والنصف والعاشرة ليلا إلى المنزل لجلب الشاي، وكانت تجلس معي لمساعدتي في بيع المكسرات، وكنت أشعر بالأمن التام، حتى أخبرني إمام المسجد أن شيماء اختطفت، وكلّمني ابن أخي وأخبرني أنهم وجدوها ميتة في المقبرة.
راج أن ابنتك شيماء كانت تعاني من اضطرابات نفسية؟
ابنتي كانت مثل الزهرة في البيت، لا تنام قبل أن تصلي العشاء، كانت تساعدني في وضع اللوز والفستق في الأكياس، وعندما سألتها ''لماذا تساعدينني، لم لا تذهبي للدراسة''، قالت إننا سنذهب في العطلة إلى واد سوف، وأنها تساعدني لنجني المزيد من المال، حتى تأخذ القليل منه لتشتري به ما يحلو لها من سوق الواد، ابنتي كانت مجتهدة وتحصل على معدل 30 ,9 على ,10 كانت تصلي وتتردد على المسجد، أين كان هؤلاء الجيران عندما اختطفت ابنتي، لولا ابن الإمام الذي رآها من المئذنة ونزل لمساعدة زوجتي، إلا أن الجاني كان أسرع منهما واختفى عن الأنظار بسرعة.
لماذا يتهمك بعض الجيران بضلوعك في المتاجرة بالمخدرات وترويجها؟
لا أعرف وأكذّب كل هذه الأخبار، أنا لا أتاجر في المخدرات، أعترف أنني كنت أتعاطاها قبل سنوات عندما كنت بطالا ولم أكن أستطع توفير الخبز والحليب لأبنائي، لكنني لم أروّج المخدرات يوما، كما أنني توقفت عن تعاطي ''الشيرة'' بعدما تمكنت بفضل مساعدة صديقي سعدي من فتح طاولة لبيع الفستق والشاي، حيث قدم لي سلفة بـ5 آلاف دينار، اشتريت بها الفستق واللوز وأصبح المصلون يقبلون على طاولتي، وبدأت نشاطي، حتى أن صديقي رفض استرجاع السلفة المتبقية بعد وفاة ابنتي. لماذا لم يقم الأشخاص الذين يتهمونني بترويج المخدرات بالتبليغ عني آنذاك، أو يتفقوا مع الأمن للقبض علي في حالة تلبس، هذا تشويه لسمعتنا وأنا لا أقبل به، لو كنت أبيع الكيف فلن أبيعه أمام المسجد وعلى مرأى من مصالح الدرك الوطني وأنا لا أدخل الحرام إلى بيتي.
ذهب آخرون إلى أن شيماء كانت ضحية تصفية حسابات؟
الأمور مازالت في التحقيقات عندما تظهر النتائج يحق لكل شخص إبداء رأيه، كما أن التحقيق هو المخول الوحيد بإظهار الحقيقة، كيف استنتج الآخرون أنها تصفية حسابات؟ صحيفة السوابق العدلية الخاصة بي نظيفة، كما أن الجيران الذين يتهمونني اليوم حسب الإعلاميين كانوا يجلسون معي في مستودعي ويساندونني لأنهم يعرفون أنني بطال، كما كانوا يقدمون لي مساعدات ويوفرون لي ''مصروف الجيب''، وشيماء تربّت بينهم، خاصة الشخص المشتبه فيه الذي كان مقربا منها كثيرا حتى بلغت سن 4 سنوات، وكان يساعدني في شراء حاجياتها.
بعض الأطراف تؤكد أنك واجهت مشكلا مع الورثة بسبب المنزل الذي تسكن فيه؟
السكن الذي أقطن فيه منذ 9 سنوات اشتريت أرضه سنة 2008 وبنيته في 2001 ثم تزوجت سنة 2003 وأنا أبلغ 38 سنة من العمر، لم أستطع الزواج قبل ذلك لأنه لم يكن لدي منزل، اشتريت الأرض مع شقيق زوجتي عن البلدية، ولكننا لم نتفق على الجهة التي نبني فيها، لكننا وصلنا إلى اتفاق بعد الاستعانة بخبير عقاري.
هل تشك في تورط أشخاص معينين في قضية اختطاف وقتل ابنتك؟
الشخص الذي اشتبهنا فيه من جيراننا، اسمه حمزة ملياني سنه لا يتجاوز 24 سنة، ومصالح الدرك تبحث عنه حاليا، هم لا يريدون نشر صورته لأنهم غير متأكدين من كونه الجاني، ويخافون من أن يقوم المواطنون بقتله أو التنكيل به، كما أنها مجرد شكوك.
لماذا حام شكّك حول حمزة تحديدا؟
في الحقيقة لقد وجدت المدعو حمزة وقد تسلل إلى فناء منزلي، يوم الثلاثاء على الساعة 00,11 ليلا، ودخل إلى بيتي عنوة، وبعدما وجدته مختبئا سألته عن السبب، فأكد لي أنه ضرب شخصا بسكين وهرب عندي خوفا من أن يشتكيه، لأن منزلي غير مشبوه من طرف الدرك الوطني، وقد كان مخمورا جدا فخفت على نفسي وأبنائي فكتمت الموضوع، لأنه طلب أن أخفي الأمر، ولم أكن أريد مشاكل لعائلتي، ففتحت له الباب وخرج من المنزل، وبعدها بيوم واحد أي يوم الأربعاء ليلا خطفت ابنتي من منزلي، لهذا أشك في ضلوعه في الجريمة.
هل تحدثت إلى عائلة الشخص المشتبه فيه؟
نعم زارنا والده وأكد لنا بنفسه أن ابنه سيلقى العقاب اللازم في حال ثبت تورطه في قتل شيماء، لكنه استبعد أن يكون ابنه مرتكب الفعل نظرا لمحبته لها وقيامه برعايتها منذ الصغر وإلى غاية بلوغها 4 سنوات.
هل اطلعت على حقيقة ما حدث لابنتك بعد تقرير الطب الشرعي؟
مصالح الدرك الوطني رفضوا تقديم أي معلومة عن وضع ابنتي خلال اختطافها، وأنا أطلب معرفة الحقيقة والاطلاع على تقرير الطب الشرعي، لأتأكد من أن ابنتي لم يتم الاعتداء عليها، التحقيق يتم في سرية كبيرة، ولا أعرف إلا أن ابنتي ضربت، كما أنها قتلت في نفس اليوم الذي اختطفت فيه في ملعب بحي عدل في معالمة، حيث وجدت مصالح الدرك آثار دم شيماء في المكان، كما عثروا على بصمات المشتبه فيه الهارب المسمى ''حمزة'' على خذها ويدها، كما وجد آثار الضرب على شفتيها وفي رجلها، إضافة إلى آثار الربط بالحبال على كتفيها.
كيف كان تأثير الحادث على العائلة؟
لا أخفيك أن زهرة منزلي دبلت، ولا يمكن أن يعوضني عنها أي مساعدة أو أي مواساة، لذا قررت العودة إلى واد سوف بعض صدور نتائج التحقيقات، لأقيم في الحي الذي جئت منه في بلدية حساني عبد الكريم ''من خرج من قومه دل''، سأبيع منزلي أو أؤجره وأرحل، أصبحت أخاف في بيتي ولم أنم منذ اختطاف ابنتي، وتعاني عائلتي من إرهاق نفسي كبير.
كيف تجد كيفية تعامل الشعب الجزائري مع قضيتك؟
الشعب الجزائري فاجأني بوقفته، لقد تآزرت معنا الأمة كلها، والحمد لله اتصلوا بنا من كل ولايات الوطن لعرض المساعدة، واتصلوا من خارج البلاد أيضا من فرنسا والمغرب، وقاموا بزيارتنا من 48 ولاية، على غرار تمنراست وبشار وتندوف وتلمسان وغيرها، ساعدوني ماديا وأكدوا أنهم معي في البحث عن القاتل أشكرهم جميعهم.
كما تمت زيارتي من طرف مصالح وزارة التضامن الوطني، وطلبوا مني فتح حساب بنكي لمساعدتي وأنا حاليا بصدد القيام بالإجراءات اللازمة لفتح الحساب، لكننا بحاجة إلى طبيب نفسي، خاصة الزوجة وأبنائي الذين يعيشون في حالة رعب.
في حال العثور على الجاني، كيف سيكون رد فعلك؟
أطالب بالإعدام لقاتل ابنتي ولن يشفي غليلي إلا هذا العقاب في حقه، بعدما دق باب منزلي واختطف ابنتي وأخذها دون رجعة.
